Saturday, September 1, 2007

كل سنة و انتو طيبين



كعادته كل عام سافر مدنجى لقاهرة المعز لتقديم الاوراق الخاصة بالتحاقه بمدينته السكرة و ذلك طبعاً بعد فاصل كبير من دروس تعليم الصبر فى المصالح الحكومية من شؤون اجتماعية و مصالح اخرى للبحث عن ضامن يضمن ولى امر مدنجى لدفع الثلاثين ملطوش فى الشهر كل دالك غير التصوير اصلهم السنادى طالبين 5 صور يعنى تقريبا مجموع الصور الى اتطلبت منى فى الكلية والمدينة الذى منه تعدى بعد هذه الاعوام الخمس المائة صورة بالراحة كان الواحد استفاد منهم وفتح متحف
طبعاً صحا مدنجى مبكراً كعادته صيفاً صحا حوالى الساعة السادسة عصراً و كان ميعاد السفر المتفق عليه هو الساعة السادسة ايضاً و لكن فجراً
و طبعاً لم يتخذ مدنجى و رفاقه السوبر جيت كوسيلة مواصلات لهم لأن اشتراك الطلبة فى السوبر جيت ينتهى بأنتهاء يوم 30 يوليو من كل عام دا غير ثقالة دم عامل البوفيه داخل الاوتوبيس الى لازم غصب عنك و عن كل الراكبين يشربك اى حاجة و اشرب بقا يا عم و ادفعلك 5 جنيه فى شوية ميه سودة بيقول عليها نسكافية دا كلة غير الخمس الساعات التى يأخذها الاوتوبيس مشياً على قشر البيض لكى يطل الى القاهرة
و لذلك كلة قرر مدنجى و رفاقة ركوب الميكروباص
ركبنا الميكروباس و نحن فى حالة اقرب للسُكر لأننا لم ننم وطبعا كمان اليوم لسا قدامنا طويـــــــــــــــــــــــــــل بس الحمد لله احنا متعودين
قعدنا نتناقش ونتحدث و نتناكش

-مش البت اسمها ايه اتخطبت
-شوفت نهلة رمضان امبارح
-الواد عبده الاهبل جاله ولد امبارح
-آه دا كان فى تالتة حداشر
-بيقولو رئيسة قسم الاطفال اتغيرت
-شوفت الصدر عمل ايه
-شوفت حلقة عمرو خالد الجديدة
-شوفت كليب بوسى سمير
-بيقولو ان نانسى عجرم تابت على ايد عمرو خالد
- ..................................
- ..................................
- ..................................
- ..................................

و مواضيع تانية كتير قعدنا نلت و نعجن فيها و كل دا طبعاً بصوت عالى و الناس حولنا فى الميكروباص ينظرون الينا نظرات عجيبة و غريبة
مخبيش عليكو عندهم حق دى هى نظرة واحد نازل لشغله و لمصلحة له فى القاهرة او المنصورة لشوية شباب -طبعا ميعرفوش انهم دكاترة- قاعدين يلتو و يعجنو فى كلام عجيب و سعات كمان بيقولو حاجات بالانجليزى


مين دول؟؟!!

المهم بعد مرور حوالى 3 ساعات مروا على بعضنا 30 ساعة و على البعض الآخر 3 دقائق -لأنهم كانو نايمين-

-الى نازل المؤسسة يا اخوانا
-يلا يلا احنا نازلين هنا

استقبلتنا القاهرة استقبال حار جداً كعادتها دائماً مع زوارها صيفاً

المهم ركبنا المترو و مش محتاج احكيلكو على الزحام الى فيه لانكو عارفينه اكتر منى
و وصلنا الكلية
و شوفنا الجدول الجديد و خلصنا مصالحنا فى الكلية و ذهبنا لأنهاء الموال دا فى المدينة


كل دا عادى و كل دا بيحصل كل سنة

لكن السنة دى ليها طابع خاص دى آخر سنة الواحد هيقدم فيها للسكن بالمدينة وآخر سنة فيها اجازة دراسية
بالاضافة الى ان السنادى مدجى و رفاقة مأجلين اطفال
و لذلك مدنجى قرر عدة ترك القاهرة كدا من غير ما يتفسح و يتسكع او على الاقل يدخل سينيما
لذلك قرر هو و رفاقة المبيت عن رفاق ربنا فاتح عليهم بشقة فى الجيزة

المهم روحنا الشقة


الساعة الآن الثالثة ظهراً


-ايه؟؟ هنخرج النهاردة نروح فين؟؟
-ننام..
-ايـــــــه؟؟ احنا مش جايين ننام احنا جايين نخرج
-ماشى ننام شوية وبعد كدا نخرج انا منمتش من 22 ساعة و كمان احنا لسا الظهر يعنى احنا لو خرجنا هنتشوى

المهم بعد مفاوضات ومهاترات -الساعة الآن الرابعة عصراً- اتفقنا على نوم ساعة مكونة من ستين دقيقة و بعد كدا مدنجى يبرز مواهبه فى طبخة و بعد كدا نخرج
بعد الخناق على مين الينزل يجيب الحاجات و مين الى يغسل الاطباق و مين الى يقطع البطاطس و مين البطل الى هيخرط البصل و و و
الحمد لله اكلنا

الساعة الآن التاسعة مساءً

-ايه نظامنا النهاردة هنروح فين؟؟
-احنا ننزل و بعد كدا نفكر..
-لا انا مش نازل الا لما اعرف احنا رايحين فين..
-احنا ممكن نروح جنينة مول
-لا عباس العقاد اجمد
-بيقولو مدينة نصر مولعة اليومين دول
-لا احنا ننزل وسط البلد
-هو فيه ايه فى اوديون؟؟
-لا انا مبحبش اوديون انا رأيى ندخل جلاكسى
-لا يا عم دى بعشرين جنيه
-انا رأيى اننا ننزل نقعد على القهوة شوية ونلعب عشرتين طاولة
-لا انا مبحبش الطاولة
- ..................................
- ..................................
- ..................................
- ..................................


الساعة الآن الحادية عشر و نصف

قررنا اننا ننزل و نركب اول حاجة نلاقيها بدل وجع القلب والنقاش

-رمسيس.. رمسيس.. رمسيس.. رمسيس..

عريس من جهة امنية عادل امام لساعة الواحدة تماما والادارة غير مسئولة عن التأخير

الساعة الآن الثالثة -مش عارف صباحاً ولا مساءً-

-فيلم جامد
-لا ياعم فيلم تعبان
-هى كل الافلام العربى كدا
-لا والله دا فيلم جامد
-يعنى هو احسن و لا تيتو ؟؟
-بس اوديون وحشة شوفت العيال الى كانت بتعيط
-و لا اللب الى مالى الارض
-هو الشعب المصرى كدا
-اه دا فى بلاد برة..............
- ..................................
- ..................................
- ..................................
-هنروح ازاى؟؟
-نركب ميكرباص جيزة من تحت الكوبرى
-ايه هتروحو دلوقتى.. ليه؟؟ احنا ورانا ايه؟؟
-صح.. احنا نمشى..
-آه نمشى على كوبرى قصر النيل وبعد كدا للدقى و الجامعة وبعدها نبقى فى الجيزة..
-تمام..
-ايه؟؟ كل دا ؟؟ انا مش قادر..
-يا عم امشى انت وراك ايه..
- ..................................
- ..................................
- ..................................
- ..................................

و بالفعل ساقتنا ارجلنا تجاه كوبرى قصر النيل..
و عن مقربة من الكوبرى و تماماً عند تمثال عمر مكرم الجديد و فى ميدان التحرير الفارغ الا من بعض العربات المسرعة نسمع صوت طقطقة..

-ايه الطقطقة دى؟؟
محدش بيرد

على مشارف قصر النيل
-ايه دا؟؟ (بأزبهلال)
-دى همر (بفتح الهاء و الميم)
و ايه دى؟؟
-دى لجزس
-و دى؟؟؟
-دى بى ام الفئة السبعة وتلاتين
-و دى مرشييدس إى 4789
-و دى......................
-و دى......................
-و دى......................

ماسورة عربيات فاخرة جداً جداً اقل واحدة بنص ارنب اتفتحت
و كمية كبيرة من الحناطير
و كمية اكبر من البشر
و كله يعبر متخطى اسدى قصر النيل للعبور على الكوبرى

-ايه الطقطقة دى؟؟
-ايه الى على الارض دا؟؟

الساعة الثالثة و النصف -بردة مش عارف مساءً و لا صباحاً-

-دا بمب
-بمب!!!!!!؟؟؟؟!!!!!!
-يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــاه بمب من بتاع زمان؟؟
- اه تقريباً دا بمب..
-هو احنا فى رمضان؟؟
-امال فين الصواريخ؟؟
-ايه دا؟؟ دول عرب
-اه
-هاى
-اهلاً يا اخ العرب..
-ايه دا؟؟ دا بيرمى علينا ايه؟؟ ورد؟؟
-خلى بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالك دا بمب
-اجرى..
..... ... . . . ... ..... . . .
..... .. .. .... ... ..... . . .
-ايه دا؟ احنا عملنا فيهم حاجة؟؟ هم بيحدفونا بالبمب ليه؟؟
-مش عارف جايين بلدنا يحدفونا بالبـــــــ.......... آآآه
-خلى بالك
-اه يا اولاد الـــ....
-تعالو ناخد مكان فى وسط الكوبرى
-اه دا فيه عساكر هناك اهم


عدد كبير من العربات الحنطور مليئة بأخواننا العرب تجوب الكوبرى من اوله لآخره
و عدد اكبر من العربات الفاخرة جداً تحرس الحناطير
الحناطير بها اخواننا العرب هتقولو لى منين عرفت انهم عرب؟؟
هقولكو و هل يخفى القمر
واحدة حاجة تخينة لابسة اسود و مغطية وشها و واحد شيخ ملتحى لابس ابيض وطفل سمين يشع غباء و شابة جميلة او دميمة و معاهم واحدة كمان شكلها من جنوب شرق آسيا -بيقولو عليها الفلبينية-
يبقو مين دول؟؟
اكيد دول اخواننا العرب جايين يتفسحو فى مصر ام الدنيا و ينعمو على الشعب المصرى بشوية بمب
و الشيخ ماسك فى ايده شوال -بدون مبالغة -بمب الحاجة الام بتاخد منه و بتدى للأطفال و الاطفال بتدى لينا

و شوفت فى اليوم دا الى ما شوفته طول عمرى

طفل عمرة يعدى الخمس سنوات جالس فى عربة اطفال -مشاية-
عادى يمكن معوق
-خلى بالك دا بيحدف علينا بمب
-يا روح ماما الحاجة
-دا مش عارف يفرقع البمبة
الحاجّة المحترمة تجرى ورا البمبة و تعطيها للطفل بكل حنان و تقوله متزعلش جرب تانى




صمت

-ايه دا..؟؟
-انا فاكر و انا صغير و كان ابويا وامى يخرجوا و ياخدونى معاهم كان الحاج بيرمينى على الارض و يدحرجنى قدامة زى امبوبة البوتاجاز
-ايه؟؟ هو انت كنت بتخرج مع ابوك وانت صغير؟؟
-صغير؟؟ انا مفتكرش فى يوم ان انا كنت صغير..

و بنات قمرات زى الشربات (على رأى صلاح جاهين فى اليلة الكبيرة) قاعدين فى الحناطير و طبعا الكل معاه شوال البمب و كانو كل ما يعدو علينا بيطولينا بصة انا مش عارف معناها حتى الآن بس اعتقد انها نظرة دهشة اعتقد انهم اول مرة يشوفوا رجالة
و طبعاً مبيخلوش حد يفكر يبص لهم على طول البمب بيقول كلمتة بصيت او حتىى مبصيتش
و واحد تانى واقف فوق الحنطور ايد فيها سيجارة و التانية فيها ازازة.. طبعا مش عاوزين نسيء الظن بالسيجارة او حتى الازازة .... ان بعض الظن اثم..



-ايه دا عسكرى وقف الحنطور؟!!!!
-الحمد لله..
-ايه العربيات دى كلها
(كل العربيات الى على الكوبرى وقفت حول البوكس والحنطور الى موقفة العسكرى و العسكرى)
-دا بيزعق له..
طبعا مش العسكرى الغلبان الى بيزعق
دا الشيخ المحترم الى نزل من عربية عليها لافتة هيئة سياسية و معرفش نوعها ايه لكن الى اعرفه انها اكبر من بيتنا
و العسكرى و هو بيترعش طلب الرخص من الشيخ
الشيخ طلع ورق و حطه فى وش العسكرى بطريقة خلتنى اخال ان ايده هتطلع من قفا العسكرى

و لن انسى الطفل الواقف فوق الحنطور و يقزف بالبمب على اخوانه المصريين بطريقة مماثلة بالظبط لما اراه كل يوم فى نشرة الاطفال من طفل آخر عربى ايضا لكنه مش خليجى
بالفعل كان المنظر مشابه تماماً سبحان الله

هذا هو حال العرب

و للحظة تخيلنا منظر الرؤساء العرب داخل جامعة الدول العربية التى ليست بالبعيدة ابداً عن هذا المكان او عن هذا الموقف فهم يتراشقون بالبمب و المصريين بيلمو من حواليهم

الساعة الآن الرابعة و النصف

الرجل الغلبان عامل النظافة الآن على الكوبرى يلملم تلال الورق والحصى المتخلف عن البمب و عن الاخوة العرب بالفعل تلال
ما اشبه هذا المنظر من الواقع المر
لن انسى ابدا منظر الطفل المصرى الذى هداه تفكيره الخلاق لرمى البمب من فوق الكوبرى على مركب نيلية كان فيها الى فيها -ان الله ستّار حليم- و منظر الطفل العربى الى مش عارف يفرقع بمبه



-------------------------------------------------
هذه قصة حقيقية رأيتها بعينى تحدث كل يوم على كوبرى قصر النيل و الى مش مصدق يروح يشوف

No comments: